أكد الخبراء المشاركين في ورشة سد النهضة الفرص والمخاطر والتي نظمتها جامعة الزعيم الأزهري بالتعاون مع وكالة سونا للأنباء بمقر الجامعة أمس على ضرورة توقيع اتفاق قانوني ملزم لتفادئ شبح الحرب والاخطار التي يمكن أن تحدث للسودان في حال عدم الاتفاق ، بجانب الاتفاق علي آلية لفض النزاعات بالمستقبل ودعم موقف السودان في ازالة اللبس فيما يتعلق بالمخاطر والمكاسب الاستراتيجية من سد النهضة ، وأوضح الخبراء أن فوائده على السودان اكثر من مضاره والتي تتمثل في زيادة الطاقة الكهربائية وانتظام جريان النهر وتقليل الطمي، ومضاره في نقص مياه الري الفيضي والإيراد من المياه، ومخاطر تشغيله من غير توقيع اتفاق ملزم لتهديده لسلامة سد الروصيرص وتعرض 20 مليون نسمة يعيشون خلف السد للخطر. 
وخاطب بروفيسور الوليد محمد الأمين مدير جامعة الزعيم الأزهري الحضور قائلاً إن غياب الرؤية الاستراتيجية للدولة السودانية في مختلف الحقب الوطنية ظل صفه ملازمة لادائنا علي الدوام . مشيراً للآثار التي صاحبت قيام السد العالي من غرق مدينة حلفا وحضارة النوبة وغيرها .منتقدا طريقة الدولة في التعاطي مع مسائل الأمن المائي في البلاد ، وفي غياب مراكز الدراسات الاستراتيجية وارتهان السودان لصراعات المحاور الإقليمية والدولية ، داعياً لوضع الخطط الفنية وإعداد الدراسات اللازمة للاستفادة من السد في الكهرباء والمشاريع الزراعية. وأوضح البروفسير أن الجامعة مشرعة ابوابها لتقديم الخطط والدراسات و إقامة الورش التى تسهم في حل قضايا الوطن ، مضيفاً إن هذه الورشة إحدى أدوات نشر الوعي عن السد وفوائده ومضاره ، متسائلاَ هل نحن أعددنا بنيتنا التحتية لذلك ؟ من حمولة الخطوط الناقلة وغير ذلك من المسائل الفنية ؟ ، وفي مسألة تنظيم جريان النهر هل أعددنا خططنا للتوسع الزراعي ؟ ونحن لا نزال نهدر حصتنا على ضآلتها بسوء تخطيطنا ، وثمن الشراكة مع وكالة سونا متمنيا أن تستمر هذه الشراكة.
بدوره أكد الأستاذ محمد عبد الحميد مدير وكالة السودان للأنباء أن الشراكة مع جامعة الزعيم الأزهري هدفها إرساء نموذج بين مؤسسة إعلامية عريقة ومؤسسة بحثية وطنية لخدمة ومصلحة المجتمع وتسخير البحث العلمي للبحث عن الحقيقة وتوفير المعلومات واتاحتها للاعلام وللصحافة ، مؤكدا على أهمية الورشة لتبصير الرأي العام والمجتمع بجهود فريق التفاوض وحرصه على الحفاظ على حقوق السودان ورعاية مصالحه العليا . 
تناولت الورشة عدد من المحاور والقضايا بدءاً من تاريخ المفاوضات والاتفاق الإطاري لعام 2015م والقضايا القانونية وتوضيح موقف السودان في مجلس الأمن 2020م ،2021م ، بجانب آثاره السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية بالمستقبل 
وجدت الورقة التي قدمتها دكتورة ابتهال جمال الدين عميد كلية العلوم السياسية والدراسات الإستراتيجية بجامعة الزعيم الأزهري اشادة كبيرة من الحضور والتي جاءت بعنوان "سد النهضة صراع مستدام أم تنمية مستدامة" استعرضت فيها السد في نظر الدول الثلاث، ومطالب ونقاط الخلاف، واستطلاع حول الأضرار والفوائد المتوقعة لسد النهضة . وشهدت الورشة نقاش وجدل ساخن حول الفوائد والمخاطر لسد النهضة وحول قضايا المياه عموما وسد النهضة خاصة، وشارك بالورشة عدد كبير من الخبراء والأساتذة وطلاب الجامعة.
اختتمت الورشة أعمالها وأصدرت عدد من التوصيات.اهمها ضرورة وجود اتفاق قانوني ملزم لملء وتشغيل السد وذلك لتقليل المخاطر وتعظيم المكاسب ، إضافة إلى دعم وتعزيز الجانب الإعلامي وخلق إجماع وطني حول السد بناءً على المكاسب المتوقعة ، الشفافية فيما يتعلق بمعلومات السد واللجان الفنية وتمليك الرأي العام المعلومات اللازمة لجعله أكثر طمأنينة، وأهمية وجود آلية واضحة لمناقشة النزاعات وإجراء المفاوضات باعتبارها من القضايا القومية التي تمس الأمن القومي ، ضررورة إشراك منظمات المجتمع المدني في قضية السد من أجل رفع الوعي بثقافة المياه وأهميتها في التنمية المستدامة ، مراجعة الاتفاقيات الدولية حول تقسيم المياة بين دول المنبع والمصب بما يعكس المصالح والمساع الحقيقية العادلة لجميع شعوب نهر النيل .